مكناس تواصل دينامية مشاريع القرب.. تدشين مركز تفتح الشباب وسوق فتح الزهر في ذكرى الاستقلال المجيد

مكناس _ في احتفال يختزل دلالات السيادة الوطنية ومسار البناء التنموي المتواصل، شهدت عمالة مكناس يوم الإثنين 17 نونبر الجاري تدشين مشروعين اجتماعيين بارزين، أشرف عليهما عامل الإقليم والوفد الرسمي المرافق له، وذلك في إطار تخليد الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد. مناسبة تاريخية تستحضر فيها تضحيات الأجيال، وتترجم خلالها الدولة التزامها الحقيقي بربط الذاكرة الوطنية بأوراش تنموية تستهدف الإنسان قبل المكان.
ففي جماعة تولال، أعطيت الانطلاقة الرسمية لمركز تفتح الشباب، وهو مشروع يشكل لبنة جديدة في مسار الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة. وقد أنجز هذا الفضاء التربوي والثقافي بغلاف مالي ناهز 2,8 مليون درهم، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة مع المديرية الإقليمية للشباب. ويسعى المركز، الذي ينتظر أن يستفيد من خدماته أكثر من 200 شاب وشابة، إلى خلق بيئة داعمة للإبداع وتعزيز القدرات الشخصية عبر ورشات تكوينية في الفنون، والمسرح، والموسيقى، وتقنيات التواصل، ومهارات الحياة. وهو ما يجعله منصة جديدة لإطلاق المواهب الشابة وتمكينها من الأدوات الضرورية لاقتحام الحياة المهنية والثقافية بثقة أكبر.
وفي السياق نفسه، جرى تدشين ملحقة جديدة لمنصة الشباب “مكناسة الزيتون” بنفس الفضاء، وذلك بهدف توسيع دائرة دعم ريادة الأعمال وتوفير خدمات القرب لشباب تولال ودائرة عين عرمة. توفر هذه الملحقة فضاء حديثا للاستقبال والتوجيه ومواكبة حاملي الأفكار والمشاريع في مختلف مراحل التنفيذ، مما يعزز حضور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كآلية مركزية للنهوض بالمقاولات الشابة والمبادرات الذاتية داخل الإقليم.
أما المشروع الثاني، فكان افتتاح سوق “فتح الزهر” المخصص لتسويق المنتوجات المجالية والمنتوجات المرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني. هذا الفضاء، الذي يمتد على مساحة 1500 متر مربع ويضم 86 محلا تجاريا، رصد له غلاف مالي يقدر بـ3,7 مليون درهم. ويأتي إنجازه استجابة لحاجة ملحة طالما عبرت عنها التعاونيات والهيئات العاملة في سلسلة المنتوجات المحلية، التي ظلت تبحث عن منصة دائمة لعرض وتسويق منتوجاتها بشكل منظم ومستدام.
ولا يقتصر دور هذا السوق على توفير بنية تجارية فقط، بل يهدف إلى تحسين الدخل الفردي والجماعي لتلك التعاونيات، وتعزيز جاذبية المنتوجات المجالية بإقليم مكناس، وتأمين شروط اشتغال لائقة تحترم جودة العرض وتحفز التنافسية. وهو ما يشكل خطوة عملية لدعم الاقتصاد التعاوني كرافعة تنموية تساهم في تحسين مستوى عيش الفئات المستفيدة وترسيخ دورها الاقتصادي.
بهذه المشاريع، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تنزيل استراتيجيتها القائمة على الاستثمار في الإنسان وتعزيز فرص الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، في تناغم مع روح عيد الاستقلال الذي يرمز للكرامة والنهوض المشترك. وبين مراكز الشباب ومنصات ريادة الأعمال والأسواق التضامنية، تتجسد إرادة الدولة في جعل التنمية شاملة وقريبة من المواطن، وممتدة إلى أصغر جماعات الإقليم، حيث يكون الأثر أكبر والحاجة أوضح.