مرتيل على صفيح ساخن: قرار عزل الرئيس أمام القضاء.. وملفات خطيرة تهدد بكشف مستور السياسة بالمدينة

تترقب الأوساط السياسية بمرتيل ما ستسفر عنه جلسات المحكمة الإدارية بطنجة خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث من المنتظر أن تبت في الطعن الذي تقدم به مراد امنيول، رئيس الجماعة الحضرية لمرتيل، لإيقاف تنفيذ قرار عزله الصادر عن عامل المضيق، بعد توصله بمراسلة رسمية من باشا المدينة تطلب منه التوقف عن ممارسة مهامه.
ويأتي قرار العزل عقب صدور حكم نهائي قضى بإدانته بالحبس غير النافذ في ملف يتعلق بتزوير تنازلات مالية ضخمة، تورط فيه موثق معروف يوجد حاليا رهن الاعتقال، إلى جانب قيادي حزبي ومستشار جماعي بتطوان. وتحول هذا الملف إلى محور نقاش واسع في المنطقة بسبب الامتدادات القانونية والمالية التي يحملها.
في مواجهة هذا الوضع، بادر امنيول إلى تقديم طعن استعجالي بهدف إيقاف تنفيذ قرار العزل، مع تسجيل ملف ثان للطعن في الموضوع. ويستند دفاعه إلى تفاصيل الحكم الصادر عن محكمة النقض، التي رفضت الطعن الذي تقدم به سابقا، مع الإشارة إلى احتمال استدعائه مجددا أمام القضاء في حال ظهور معطيات جديدة، خاصة بعد عودة الملف إلى التداول بمحكمة الاستئناف بتطوان.
موازاة مع ذلك، أغلقت مصالح وزارة الداخلية باب الترشيحات لرئاسة الجماعة، لتشرف لاحقا على انتخاب البرلماني محمد المرابط رئيسا جديدا للمدينة، وسط توتر واضح بين الأغلبية والمعارضة. فبينما تتهم المعارضة الأغلبية بالسعي للتحكم في مسار الملف، تتشبث الأغلبية بالقول إن عزل الرئيس لا يرتبط بإقالة مستشارين آخرين، مع التذكير بجواب الرئاسة عن استفسارات وزارة الداخلية بشأن تدبير المرحلة السابقة.
وتشير معطيات متداولة داخل المجلس إلى وجود ملفات حساسة يتواصل التكتم عليها، من بينها ما قيل إنه وصل إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وإلى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي بالمدينة.
ولا تزال تداعيات الصراع بين لوبيات محلية قوية تلقي بظلالها على المرحلة الانتقالية داخل جماعة مرتيل، وسط تبادل الاتهامات والتهديدات بفضح ملفات فساد، ومطالب متزايدة بالكشف عن تفاصيل تدبير الصفقات العمومية والرد على الأسئلة الكتابية التي طرحتها المعارضة، إضافة إلى التطورات الجديدة في حكم قضائي يخص عضوا سابقا تم عزله من منصبه.
ومع اقتراب موعد الحسم القضائي، تظل مرتيل أمام مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات، بين مسار قضائي لم يقفل بعد، وصراع سياسي يزداد حدة يوما بعد آخر.