محمد الكحص يعود إلى الواجهة.. هل يكون مفاجأة مؤتمر الاتحاد الاشتراكي؟

مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بدأت الأوساط الاتحادية تتداول اسم محمد الكحص كأحد الأسماء البارزة المرشحة لقيادة المرحلة المقبلة، بعد سنوات من الغياب السياسي والإعلامي. عودة الكحص، الوزير السابق والقيادي الاتحادي المعروف، تثير الكثير من الأسئلة حول مستقبل الحزب، وإمكانية حدوث انتقال سلس يعيد التوازن والثقة إلى التنظيم الذي يعيش على وقع تراجع ملحوظ في حضوره الانتخابي والسياسي.
ورغم أن هذا الترشيح لا يزال غير معلن رسميًا، إلا أن مصادر من داخل الحزب تشير إلى أن الكحص يُنظر إليه كشخصية توافقية قادرة على تجسير الهوة بين الأجيال، وإعادة وهج الفكر الاتحادي دون القطع مع تاريخ الحزب أو التفريط في إرثه السياسي والنضالي. إلا أن إمكانية ترشحه تظل مشروطة بمدى استجابته لشروط الالتزام التنظيمي التي قد تشكل عائقًا إجرائيًا، بالنظر إلى فترة ابتعاده الطويلة عن الهياكل الرسمية.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه إدريس لشكر، الكاتب الأول الحالي، يلتزم الصمت بشأن مستقبله التنظيمي، تتصاعد المطالب داخل القواعد الاتحادية بضرورة إفساح المجال لقيادة جديدة تنقذ الحزب من حالة الترهل، وتُعيد الاعتبار له كقوة سياسية تاريخية مؤثرة. ورغم كل الانتقادات الموجهة إلى لشكر، يبقى القرار بيده في حسم انتقال القيادة، وهو ما سيحدد شكل التحول المنتظر داخل بيت الاتحاد.
إلى جانب اسم محمد الكحص، أعلن القيادي عبد الله الماليحي من خلال منصات التواصل الاجتماعي انخراطه الرسمي في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مؤكداً عزمه الترشح للكتابة الأولى، وهو ما يشير إلى أن المؤتمر المقبل لن يكون مجرد محطة تنظيمية عادية، بل لحظة مفصلية ستعيد رسم معالم القيادة الاتحادية الجديدة.
التحركات الجارية داخل الحزب تعكس بوضوح أن مرحلة ما بعد لشكر بدأت تتشكل، لكن مع من؟ وهل يكون الكحص رجل المرحلة فعلاً، أم أن التوافق حوله مجرد تهدئة مؤقتة قبل اشتداد صراع المواقع؟
الأكيد أن حزب الاتحاد الاشتراكي، إذا أراد استعادة مكانته، فهو بحاجة إلى قيادة بدم جديد، تجمع بين الشرعية النضالية والخطاب السياسي القوي والقدرة على إعادة مدّ الجسور مع المجتمع وعمقه الديمقراطي. فهل يكون محمد الكحص تلك الورقة الذهبية المنتظرة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.