حافلات الفخر الوطني تجوب مكناس.. الرابطة الوطنية لمقاولات النقل الطرقي تحتفي بالقرار الأممي وتؤكد تماسك الصف الوطني

لليوم الثاني على التوالي، تعيش مدينة مكناس على إيقاع مظاهر الفخر والاعتزاز الوطني، حيث نظمت الرابطة الوطنية لمقاولات النقل الطرقي بالمغرب مسيرة احتفالية جابت الشوارع الرئيسية للمدينة، في مشهد وطني موحد يجسد عمق الارتباط بالقضية الوطنية الأولى.
وانطلقت قوافل من الحافلات المزينة بصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وباللافتات الوطنية التي تحمل شعارات تمجد القرار التاريخي لمجلس الأمن الدولي الذي اعترف رسميا بخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الكاملة على أقاليمنا الجنوبية، وسط تصفيقات المواطنين وأناشيد وطنية عبرت عن وحدة المغاربة وراء عاهلهم.
وفي تصريح لجريدة “المستقل”، قال إسماعيل الهلالي، رئيس المكتب التنفيذي للرابطة الوطنية لمقاولات النقل الطرقي بالمغرب: “باسمي ونيابة عن جميع مهنيي النقل من أعضاء ومنخرطي الرابطة، أرفع أسمى آيات التهاني والإجلال إلى مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وإلى الشعب المغربي قاطبة، بمناسبة هذا الانتصار الدبلوماسي الكاسح الذي كرّس مغربية الصحراء وأثبت صواب الموقف المغربي أمام العالم”.
وأكد الهلالي أن الرابطة ستبقى دائما في الموعد عندما ينادي الوطن، وأن الدفاع عن القضية الوطنية واجب جماعي يلتزم به كل مهني حر ومواطن مخلص.
وتميزت المسيرة بمشاركة واسعة لمهنيي النقل والمواطنين، الذين عبروا عن افتخارهم بالانتصار الدبلوماسي المغربي في مجلس الأمن، مؤكدين أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الإطار المعتمد الآن دوليا لحل النزاع.
واختتمت الفعالية بترديد النشيد الوطني وعبارات الولاء والإخلاص للملك محمد السادس، في رسالة واضحة مفادها أن الوحدة الترابية خط أحمر، وأن المغاربة على مختلف انتماءاتهم يقفون صفاً واحداً دفاعاً عن الوطن.

وفي خضم هذا الزخم الوطني، يطرح الحدث تساؤلات عميقة حول غياب بعض الهيئات المدنية بمكناس التي ما فتئت تعرف نفسها كفاعلين جمعويين، لكنها تغيب عن الساحات الوطنية في اللحظات المفصلية، ولا تظهر إلا عندما يتعلق الأمر بالمصالح أو المكاسب الظرفية، لتطرح السؤال أين تختفي هذه الهيئات عندما ينادي الوطن؟ وأين هي من اللحظات التي تختبر فيها حقيقة الانتماء والمواطنة؟
في المقابل، تبرز الرابطة الوطنية لمقاولات النقل الطرقي بالمغرب كنموذج حي للهيئات المهنية الصادقة التي تلبي نداء الوطن بوعي ومسؤولية، وتجسد بالفعل المعنى الحقيقي للفعل المدني الملتزم. وهو ما يعيد إلى الواجهة قضية الاعتراف في المشهد الجمعوي الوطني، إذ أصبح من الضروري، كما أشار عدد من الملاحظين، أن تتحرى السلطات والمؤسسات المعنية الدقة في منح وصولات الاشهاد، لأن الفعل المدني ليس شعارا ولا امتيازا، بل شرف ومسؤولية وطنية يجب أن تمنح فقط لمن يجسد فعلا قيم المواطنة والإخلاص للوطن.