سكان جماعة نائية بإقليم بولمان في مسيرة الغضب.. يطالبون بأبسط الحقوق ورفع سنوات التهميش

في مشهد يلخص معاناة الهامش، خرج سكان دوار المسارح بمنطقة أيت حسان التابعة لجماعة أولاد علي يوسف بدائرة أوطاط الحاج بإقليم بولمان، في وقفة احتجاجية عبروا من خلالها عن استيائهم من واقع الإقصاء والتهميش الذي يخيم على منطقتهم منذ سنوات طويلة.

المحتجون رفعوا شعارات تطالب بـ”الحق في العيش الكريم” و”ربط الدوار بالحياة”، مؤكدين أن العزلة التي يعيشونها لم تعد محتملة في ظل غياب أبسط مقومات العيش، وعلى رأسها شبكة الاتصال والأنترنيت، وهو ما يجعل أبناءهم محرومين من متابعة دراستهم عن بعد أو الاستفادة من الخدمات الرقمية الأساسية.

وتعد الطريق الرئيسية المتوقفة منذ سنوات أحد أبرز مطالب الساكنة، إذ يعتبرها الأهالي شريان الحياة الذي يربطهم بالعالم الخارجي. توقف المشروع، كما يقول السكان، جعل التنقل مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر، خصوصا في مواسم الأمطار، حيث يتحول المسلك الوحيد إلى طين وحفر تعزل الدوار عن باقي المناطق.

ولا يقف الوضع عند هذا الحد، فالسكان يؤكدون أن غياب الكهرباء والماء الصالح للشرب وضعف البنيات التعليمية والصحية جعل الحياة في الدوار شبه مستحيلة. الأطفال يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة، والمرضى يضطرون إلى التنقل لساعات بحثاً عن علاج بسيط.

ورغم تعاقب المجالس المحلية والجهوية، يقول المحتجون إن منطقتهم لم تستفد من أي برنامج تنموي حقيقي، ولم تدرج ضمن المشاريع التي أعلن عنها مجلس الجهة في السنوات الأخيرة، ما جعلهم يشعرون بأنهم خارج خريطة التنمية.

وفي ختام الوقفة، دعا سكان دوار المسارح السلطات الإقليمية والجهوية إلى التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم، مؤكدين أن مطالبهم ليست سوى حقوق أساسية تضمنها القوانين، على أمل أن تتحول أصواتهم هذه المرة إلى فعل تنموي ملموس يحررهم من عزلة طالت أكثر مما ينبغي.