إسماعيل الهلالي يقرع ناقوس الخطر.. متى تتحرك السلطات لوقف فوضى التشهير والابتزاز؟

المستقل | مكناس
في تدوينة جريئة، عبّر إسماعيل الهلالي، مستشار جماعة مكناس ورئيس الجبهة الوطنية للكرامة وحقوق الإنسان، عن استنكاره لظاهرة الصفحات المجهولة المصدر التي تحترف التشهير والابتزاز، مستغلّة منصات التواصل الاجتماعي لضرب شخصيات معروفة بملفات فساد مزعومة دون أي سند قانوني.
تدوينة الهلالي جاءت كرد فعل مباشر على ما تنشره صفحة “ويكيليس مكناس”، التي اختارت استهداف بعض الأسماء التي سبق لها أن تولّت مسؤوليات مهمة في المدينة.
الهلالي، المعروف بمواقفه الصريحة، لم يتردد في وصف هذه الممارسات بأنها “تجارة رخيصة” على حساب سمعة الأفراد، مؤكدًا أن ما يحدث لا علاقة له بحرية التعبير، بل هو أسلوب قذر يستهدف تشويه أشخاص بعينهم لأغراض مجهولة، حيث ذهب أبعد من ذلك حين دعا السلطات الرسمية، وعلى رأسها النيابة العامة، إلى التدخل العاجل للكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الحملات المنظمة، والتي باتت تهدد السلم المجتمعي وتشوه النقاش العام.
التدوينة أثارت تساؤلات مشروعة حول سبب صمت الأجهزة الرسمية عن هذه الظاهرة، رغم أن القانون واضح في معاقبة التشهير ونشر الأخبار الزائفة. الهلالي شدد على أن استمرار هذه الصفحات دون محاسبة يفتح الباب أمام ظاهرة خطيرة، حيث يمكن لأي جهة مجهولة استهداف خصومها من خلف شاشة، دون أي رقيب أو مساءلة.
المثير في هذه القضية، كما أشار الهلالي، هو أن هذه الصفحات لا تعمل من فراغ، بل تخدم أجندات معينة، سواء سياسية أو اقتصادية، وأحيانًا تكون مجرد وسيلة للابتزاز، وهنا يبرز السؤال الأهم؛ من المستفيد من هذه الحملات، ولماذا لم تتحرك السلطات بعدُ لوقف هذا العبث الرقمي؟
وفي ظل غياب تدخل رسمي واضح، دعا الهلالي إلى ضرورة فرض رقابة قانونية أكثر صرامة على مثل هذه الممارسات، واتخاذ إجراءات رادعة ضد من يقف وراءها، حتى لا تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات للابتزاز وضرب سمعة الأفراد دون دليل، في نفس الوقت طالب بفتح تحقيق رسمي لمعرفة من يدير هذه الصفحات ومن يمولها، حتى لا تصبح فضاءات العالم الرقمي ساحة مفتوحة للاتهامات المجانية.
ما أثاره إسماعيل الهلالي ليس مجرد رأي شخصي، بل هو ناقوس خطر حول ظاهرة بدأت تتفشى بشكل يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي. فهل سنرى تحركًا حقيقيًا من الجهات المختصة، أم أن هذه الحملات ستستمر دون رادع، لتصبح التشهير والتضليل أدوات مشروعة في المعارك الخفية؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير.